التصنيف للتعليم العالي

اختيار المجال التعليمي

المرحلة الأولى في التسجيل للدراسة الأكاديمية هي اختيار المجال التعليمي. هذا الاختيار ليس بسيطا: علينا اختبار القدرات والميول لدينا - بماذا نحن جيّدون أكثر وبماذا أقل، وما هي المواضيع التي تثير بنا الفضول، الاهتمام والشغف وأي مواضيع ملائمة لقيمنا. بالإضافة إلى ذلك، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لاختيار المجال التعليمي - بماذا نستطيع أن نعمل عند انتهاء الدراسة، كم من المال سنكسب، ماذا سيعتقد عنّا المحيطون بنا، ماذا سنعتقد نحن حول أنفسنا وهلم جرا.

من المهم التعامل مع هذا الاختيار بجدّية. من المفضل جمع المعلومات حول جميع المجالات التي نفكّر بدراستها، استشارة الأشخاص الذين نثق برأيهم والتحدّث مع طلاب جامعيين أو أصحاب مهن في المجال. من المفضل أن نأخذ بالحسبان أيضا مكان المؤسسات التعليمية ذات الصلة في البلاد، سُمعَتها وشروط القبول فيها.

يمكن الحصول على استشارة شخصية تساعد في اختيار المجال التعليمي في أحد مراكز الاستشارة المهنية والتعليمية الموجودة في العديد من مؤسسات التعليم العالي، وأيضا في أحد معاهد التوجيه الخاصة الموجودة في البلاد. يمكن الاستعانة أيضا بالموقع المجاني توجّهات للمستقبل، والذي يساعد المتردّدين بأدوات علمية بخصوص أي مجال تعليمي أو موضوع يختارونه.

من المهم أن نعرف بأنّ القبول للقسم المطلوب هو فقط بداية الطريق. في الكثير من الأحيان يقرر بعض الأشخاص تغيير المجال التعليمي الخاص بهم خلال اللقب، أو أنّهم يقررون الاستمرار في ألقاب متقدّمة بموضوع مختلف عن ذلك الذي درسوه في اللقب الأول. أظهر استطلاع أجريَ في دول ال-OECD*  أنّ نحو %40 من الموظّفين لا يعملون مباشرة في المجال الذي درسوه في اللقب الأول.

الحاجة للتصنيف للجامعات

في عالم مثالي كنّا جميعا سنقدر على دراسة ما نرغب، في أي مكان نرغب وربما أيضا مجانا. إلا أنّ هذا الأمر مستحيل في الواقع. الصعوبة الأولى في القبول للدراسات العليا هي العرض المحدود لأماكن الدراسة. في العديد من الأقسام التعليمية يكون عدد المتقدّمين أكبر بكثير من عدد أماكن الدراسة. هناك خمسة حتى عشرة متقدّمين يتنافسون على كل مكان شاغر في الأقسام وفي المؤسسات التي تعلّم مواضيع تُعتبر مرموقة، مثل الطب، المحاماة، الهندسة، علوم الحاسوب، الإعلام وعلم النفس. في الأقسام التي لا يزيد فيها الطلب على العرض يكون من السهل القبول عادةً.

عدد أماكن الدراسة في كل قسم محدود بسبب قيود متنوّعة، منها متطلّبات مجلس التعليم العالي. تنبع هذه القيود من الحاجة إلى تنظيم سوق العمل والأخذ بعين الاعتبار عدد أماكن التخصص الموجودة فيه، بالإضافة إلى إمكانيات الميزانية والإمكانيات اللوجستية لدى المؤسسات التعليمية، مثل عدد المحاضرين الذين تشغّلهم وتوفُّر المختبرات والصفوف الدراسية الموجودة لديها. ولأنّه لا يمكن قبول جميع المتقدّمين، تفضّل المؤسسات التعليمية قبول أولئك الذين لديهم الاحتمالات الأعلى للنجاح في الدراسة. من أجل ذلك تحدّد الكثير من الأقسام التعليمية سقف قبول، والذي يهدف إلى ضمان أن تكون معرفة وقدرات المقبولين للدراسة ممكّنة لهم من التعامل مع متطلّبات الدراسة بنجاح.

ولأنّ التصنيف ضروري، يجب اتخاذ قرار وفقًا لأي معايير وبواسطة أي أدوات ينبغي تصنيف المتقدّمين. من المهم أن نفهم بأنّه طالما أنّ الطلب يزيد عن العرض، فإنّ تغيير أدوات التصنيف لن يغيّر عدد المقبولين. دائما سيكون هناك متقدّمون لن يتم قبولهم للأقسام التي يرغبون بها، بما في ذلك متقدّمون لديهم مستوى قدرات عالٍ تم رفضهم فقط بسبب النقص في الأماكن. إنّ اختيار أداة تصنيف معيّنة أو غيرها لن يغيّر من عدد المقبولين، ولكن من شأنه أن يغيّر تشكيلتهم.

*OECD  هي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.