التصنيف للتعليم العالي

معايير تصنيف المتقدّمين للتعليم العالي

يتم تحديد معيار القبول للدراسة قبل كل شيء وفقا للرؤية القيمية التي يحملها المجتمع أو المؤسسة التعليمية. في هذا السياق من المعتاد التفريق بين طريقتين.

تستند الطريقة الأولى إلى مبدأ المساواة المطلقة للفرص. بحسب هذه الطريقة ينبغي تصنيف المتقدّمين للتعليم العالي استنادا إلى اقتراع عشوائي، وبذلك يتم منح كل واحد منهم نفس الاحتمال للقبول. تضمن هذه الطريقة أن تمثّل شريحةُ الطلاب شريحةَ المتقدّمين بجميع تنوّعاتها. السلبية الأساسية لهذه الطريقة هي أنّه بسبب أنّ القبول يتم بشكل عشوائي، فمن المرجّح أن يتم قبول المتقدّمين الذين قدراتهم الأكاديمية غير كافية للدراسة أيضًا. قد يتسبب الأمر بضرر كبير في مستوى الدراسة في الأكاديميا، بزيادة في التسرّب من الدراسة خلال اللقب، وبفقدان الوقت والمال - سواء لدى الطلاب الذين لم يُنهوا السنة الدراسية، أو لدى الدولة التي دعمتْ دراستهم.

الطريقة الثانية، والتي تنتشر اليوم في معظم دول ال- OECD بما في ذلك إسرائيل، تستند إلى مبدأ الاستحقاقراطية. بحسب هذه الطريقة يجب تعزيز التميّز في المجتمع، وذلك بواسطة اختيار المتقدّمين الأكثر تأهّلًا للتعليم العالي بناءً على مؤشرات تتوقّع نجاحهم في الدراسة. ولأنّ هناك العديد من العوامل التي من شأنها أن تؤثّر على مثل هذا النجاح، هناك حاجة لأكثر من أداة تصنيف واحدة لمحاولة توقّع النجاح. من أجل ذلك هناك اضطرار لأدوات تتوقع النجاح الأكاديمي بأكبر قدر من الدقّة، ولكن تكون تكلفتها الشخصية والاقتصادية بأقل قدر ممكن. أي أنه يجب إيجاد توازن بين التكلفة والفائدة في عملية التصنيف.

تنتشر الطريقة الاستحقاقراطية في معظم الدول الأعضاء في ال- OECD. فيما يلي بعض الأدوات والمعايير المستخدمة للتصنيف للتعليم العالي في هذه الدول: معدل العلامات في المدرسة الثانوية، علامات شهادة البجروت، امتحانات معرفة وتحصيل، امتحانات قدرات (كالامتحان السيكومتري)، امتحانات قبول خاصة لمؤسسات تعليمية، كتابات شخصية، خطابات توصية، مقابلات وبيانات خلفية شخصية للمتقدّمين.

لمراجعة شاملة انظروا: مراجعة نظم التصنيف في التعليم العالي في العالم

 

تصنيف المتقدّمين للتعليم العالي في إسرائيل

معظم مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل تقبل المتقدّمين إليها بناء على الدمج بين علامات شهادة البجروت الخاصة بهم وبين علاماتهم في الامتحان السيكومتري. امتحان البجروت والامتحان السيكومتري هما أداتان تكملان بعضهما البعض: مزايا إحداهما تعوّض عن أوجه القصور في الأخرى.

الميزة البارزة لعلامة معدل البجروت كأداة للتصنيف هي أنّها تستند إلى العديد من القياسات، والتي تمّت على مدى زمن طويل، في مجالات معرفية متنوعة وبواسطة مجموعة متنوعة من الامتحانات والمهام. تعكس هذه العلامة المعرفة، الحافز والمثابرة. ومع ذلك، فإنّ علامة البجروت ليست أداة تصنيف موحّدة. أولا، إنها تستند ليس فقط على علامات الامتحانات الخارجية بل أيضا على التقييم الشخصي للمعلّمين، وتشكيلة الامتحانات التي تنتجها مختلفة لدى كل تلميذ. ثانيا، علامات البجروت في كل عام لا تتم معايرتها مع علامات السنوات السابقة، ولذلك لا يمكن المقارنة بين العلامات التي لم تتحقق في نفس العام. بالإضافة إلى ذلك، فالكثير من المتقدّمين للتعليم العالي يسجّلون للتعليم بعد مدة طويلة من إنهائهم للدراسة الثانوية (3-5 سنوات)، وقد لا تعكس علامات البجروت مستوى قدراتهم في وقت التسجيل. في النهاية، هناك من يدّعي بأنّ الحرص على نزاهة امتحانات البجروت يعاني من قصور.

توجد للامتحان السيكومتري مزاياه الخاصة. أولا، أنّه يمنح فرصة ثانية لأولئك الذين لم يعبّروا عن كامل قدراتهم في المدرسة الثانوية، ولأولئك الذين حسّنوا من مستوى قدراتهم بعد أن أنهوا التعليم في المدرسة. ثانيا، أنّه يُجرى قبيل بداية السنة الدراسية في الأكاديميا. ثالثا، أنّه يفحص مهارات التفكير ذات الصلة في معظم المجالات التعليمية ولا يستند إلى برنامج تعليمي محدّد. في النهاية، الامتحان موثوق ويحقّق المساواة، وتتم معايرة علاماته بحيث يكون بالإمكان المقارنة بين علامات المتقدّمين حتى لو تم امتحانهم بصيغ مختلفة عن بعضها البعض، بلغات مختلفة عن بعضها البعض وبمواعيد مختلفة عن بعضها البعض. ولكن توجد للامتحان السيكومتري أيضًا سلبيات: فالعلامة فيه تتحدّد بناء على فحص واحد فقط، وهو يفحص عيّنة محدودة من القدرات، وهناك مهارات ذات صلة بالنجاح في التعليم، مثل المثابرة والإبداع، لا يفحصها إطلاقا.

امتحانات البجروت والامتحان السيكومتري يكملان بعضهما البعض، ولذلك فليس من المفاجئ أنْ تُظهر الدراسات بأنّ العلامة المشتركة، المستندة إلى وزن العلامات في كلا الامتحانين، لديها القدرة الأفضل على توقّع نجاح الطالب في تعليمه.

بالإضافة إلى العلامة المشتركة، المكوّنة من علامات البجروت ومن علامة الامتحان السيكومتري، فإنّ معظم مؤسسات التعليم العالي في البلاد تقترح أيضًا مقاييس أخرى للقبول، مثل علامات الدورة التحضيرية قبل الأكاديمية، علامات دورات عبر الإنترنت، العلامات في السنة الأولى في قسم آخر وعلامات البجروت بدون علامة السيكومتري. مؤسسات التعليم العالي هي التي تقرر إذا كان ينبغي استخدام هذه المقاييس وكيف يتم ذلك.