ما هو الامتحان السّيكومتري

خلفية

حتى إقامة المركز القطري للامتحانات والتقييم عام 1981 كان لكل جامعة وحدة تصنيف خاصة بها، وكان على المتقدّم الذي سجّل لعدة جامعات أن يجتاز امتحانات قبول منفصلة في وحدة التصنيف لكل مؤسسة. ولتسهيل عملية القبول للتعليم، لتقليص عدد الامتحانات المطلوبة للاجتياز ولتوفير الإنفاق المتعلق بالدفع لها، قررت لجنة مشتركة بين الجامعات إقامة مركز ليطوّر امتحانَ قبول موحّدًا لجميع مؤسسات التعليم العالي. إنّ إقامة المركز القطري للامتحانات والتقييم، وهو جسم جَمَعَ أفضل الخبراء في التقييم والقياس في البلاد، مكّنتْ من بناء نظام امتحانات مهني، فعّال، موحّد وعادل يمكنه توقّع النجاح في الدراسة الأكاديمية. يخدم نظام الامتحانات هذا، والذي يقع الامتحان السيكومتري في مركزه، معظم مؤسسات التعليم العالي اليوم.

 

هدف الامتحان

بحسب قرار اللجنة المشتركة بين الجامعات فإنّ هناك هدفًا واحدا ووحيدًا للامتحان السيكومتري: توقّع احتمالات النجاح لدى الممتحَنين في الدراسة الأكاديمية.

يسمح الامتحان السيكومتري بتدريج جميع الممتحَنين وفقا لسلّم علامات موحّد. العلامة في هذا السلّم مدمجة مع معدّل علامات امتحانات البجروت، وتمكّن النتيجة الأقسامَ التعليمية من تدريج المتقدّمين المسجِّلين لها كل عام. في هذا السياق من المهم التأكيد على أنّ الامتحان يمنح فرصة ثانية للمتقدّمين للتعليم العالي من ذوي القدرات العالية، الذين ولأسباب مختلفة لم يتم التعبير عن قدراتهم في علامات امتحانات البجروت.

إنّ امتحانًا من نوعية الامتحان السيكومتري يجب أن يستوفي متطلّبات عديدة. ينبغي أن يفحص أكثر القدرات ذات الصلة بالنجاح في التعليم بطريقة موثوقة ودقيقة. ينبغي أن يكون عادلا، ولذلك فعليه أن يكون موحّدا ومحقّقا للمساواة، وأن يكون ملاءَمًا للممتحَنين ذوي الاحتياجات الخاصة. يجب حساب علامات الامتحان بالنسبة لعلامات الممتحَنين الذين امتُحِنوا على مدى سنوات طويلة، في مواعيد مختلفة وبلغات مختلفة. يجب أن يكون سعر الامتحان متساويًا لكل شخص ومنخفضا قدر الإمكان، ويجب أن تكون مدة الامتحان معقولة وأن يكون نقل العلامات للممتحَنين وللجامعات سريعًا قدر الإمكان. في النهاية، يجب ضمان أن تغطّي رسوم الامتحان جميع التكاليف المتعلّقة بتطوير الامتحان، تمريره وتحديد علاماته. المبنى النهائي للامتحان هو الوسط بين جميع هذه المتطلّبات.

قدرة التوقّع لدى الامتحان

أظهرت دراسات عديدة بأنّ قدرة التوقّع لدى الامتحان السيكومتري جيّدة، أي أنّ معظم الممتحَنين الذين حصلوا فيه على علامات مرتفعة ينجحون في دراستهم أكثر من معظم الممتحَنين الذين حصلوا فيه على علامات منخفضة. بالإضافة إلى ذلك وُجد بأنّه من بين جميع حالات الدمج الممكنة لأدوات التصنيف الموجودة، فإنّ دمج الامتحان السيكومتري مع علامات امتحانات البجروت يُثمر التوقّع الأفضل. انظروا مستند تلخيص نتائج في موضوع موثوقية وصلاحية الامتحان.

لا توجد أداة مثالية في التصنيف للتعليم العالي، وهكذا أيضًا الامتحان السيكومتري. فرغم أنّه يتوقّع جيّدا مدى النجاح في الدراسة لدى معظم الممتحَنين، ولكن بالتأكيد قد تكون هناك حالات التي يصل فيها الممتحَنون الذين حصلوا على علامات منخفضة نسبيا إلى إنجازات عالية في الدراسة والعكس أيضًا. إلى جانب ذلك، فإنّ الامتحان لا يقيس مباشرة صفات مثل الحافزية، الإبداع أو المثابرة - وهي صفات من شأنها أن تؤثّر على مدى النجاح في الدراسة.

 

مجالات الامتحان

يفحص الامتحان السيكومتري القدرات في ثلاثة مجالات: التفكير الكلامي، التفكير الكمّي والإنجليزية. تفحص الأسئلة في المجالات الثلاثة قدرات عامة ضرورية من أجل تعلّم مواضيع جديدة وفهمها، كما هو مطلوب في الدراسة الأكاديمية. ومع ذلك، فإنّ هذه القدرات ليست مطلوبة لجميع مجالات التعلّم بدرجة متساوية. على سبيل المثال، تتطلّب دراسات الإعلام مهارة أكثر في التفكير الكلامي ومهارة أقلّ في التفكير الكمّي، بينما تتطلّب دراسات الهندسة مهارة أكثر في التفكير الكمّي ومهارة أقلّ في التفكير الكلامي. إتقان الإنجليزية مطلوب في معظم مجالات التعلّم، إذ إنّ الكثير من المواد التعليمية، مثل الكتب والمقالات، تكون متاحة باللغة الإنجليزية فقط.

تعكس مجالات الامتحان الثلاثة أكثر القدرات الأساسية المطلوبة في التعليم العالي. هناك مجالات تَعلُّم تتطلّب أيضًا قدرات أكثر تحديدًا (على سبيل المثال الطبّ أو الهندسة المعمارية)، ويتطلّب من المتقدّمين للدراسة في هذه المجالات أن يُمتحَنوا بامتحانات إضافية. هناك قدرات أخرى من شأنها أن تساعد في الدراسة، مثل الحافزية، المثابرة، الإبداع، النضج العقلي وما شابه، ولكن الامتحان السيكومتري لا يقيسها بشكل مباشر. وسبب ذلك أنّه من الصعب قياس هذه القدرات بشكل موثوق، وخصوصا عندما يكون وقت القياس محدودا. ولذلك فالامتحان السيكومتري يركّز على القدرات التي يمكن قياسها بشكل دقيق وبوقت قصير نسبيًّا.